غزير في الدين ، وأدب
كامل في الحكمة ، وزهد بالغ في الدنيا
، وورع تام عن الشهوات ، وقد أقام بالمدينة مدّة يفيد الشيعة المنتمين إليه ،
ويفيض على الموالين له أسرار العلوم ، ثُمَّ دخل العراق وأقام بها مدّة ، ما تعرض
للإمامة قطُّ ، ولا نازع أحداً في الخلافة قطُّ.
ومَن غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شطّ
، ومَن تعلّى إلى ذروة الحقيقة لم يخف من حطّ. وقيل : مَن أنس بالله توحّش عن
الناس ، ومَن استأنس بغير الله نهبه الوسواس ، وهو من جهة الأب ينتسب إلى شجرة
النبوة ، ومن جانب الأُم إلى أبي بكر) ، انتهى .
القاسم بن محمّد بن
أبي بكر
وبالحري أن نذكر شيئاً من فضل القاسم
وأبيه ، فإنَّ ذلك مقصد نبيه :
قال ابن خَلّکان : (أبو محمّد القاسم بن
محمّد بن أبي بكر الصديق رضياللهعنه
، ونسبه معروف ؛ فلا حاجة إلى رفعه ، كان من سادات التابعين وأحد الفقهاء السبعة
بالمدينة ، وكان من أفضل أهل زمانه ، روی عن جماعة من الصحابة رضياللهعنه ، ورَوي عنه جماعة
من كبار التابعين.
قال يحيى بن سعيد : ما أدركنا أحداً
نفضّله على القاسم بن محمّد.
وقال مالك : كان القاسم من فقهاء هذه
الأُمَّة.
وقال محمّد بن إسحاق : جاء رجل إلى
القاسم بن محمّد ، فقال : أنت أعلمُ أم سالم؟ فقال : ذاك مبارك سالم. قال ابن
إسحاق : کره أن يقول : هو أعلم منّي فيكذب ، أو يقول : أنا أعلم منه ، فيزكّي
نفسه.
__________________