وكان القاسم أعلمهما. وتوفي سنة ١٠١ هـ ، وقيل : سنة ١٠٢ هـ ، وقيل : سنة ١٠٨ ه ، وقيل : سنة ١١٢ هـ بقدید. فقال : كفّنوني في ثيابي التي كنت أُصلّي فيها وقميصي وإزاري وردائي.
فقال ابنه : يا أبتِ ، ألا نزيد ثوبين؟ فقال : هكذا كُفّن أبو بكر : في ثلاثة أثواب ، والحي أحوج إلى الجديد من الميِّت.
وكان عمره سبعين سنة ، أو اثنتين وسبعين سنة). انتهى (١).
ورُوي في الكافي في باب مولد الصادق عليهالسلام ، عن إسحاق بن حريز ، قال أبو عبد الله عليهالسلام : «كان سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمّد بن أبي بكر ، وأبو خالد الكابلي من ثقات علي بن الحسين عليهالسلام» (٢).
وفي (قرب الإسناد) : (أنه ذُكر عند الرضا عليهالسلام ، القاسم بن محمّد خال أبيه ، وسعيد بن المسيّب ؛ فقال عليهالسلام : «كانا على هذا الأمر») ، انتهى (٣).
وذكر الشهيد الثاني رحمهالله في (منية المريد) : (أنَّ القاسم بن محمّد بن أبي بكر أحد فقهاء المدينة المتفق على علمه وفقهه بين المسلمين ، قيل : إنه سُئل عن شيء؟ فقال : لا أحسِنُهُ. فقال السائل : إنّي جئت إليك لا أعرف غيرك.
فقال القاسم : لا تنظر إلى طول لحيتي ، وكثرة الناس حولي. والله لا اُحسِنُهُ. فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه : يا بن أخي ألزمها ، فوالله ما رأيتك في مجلس أنبل منك مثل اليوم. فقال القاسم : والله لئن يُقطع لساني أحبّ إليّ من أن أتكلَّم بما لا علم لي به) (٤).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٤ : ٥٩.
(٢) الكافي ١ : ٤٧٢ ح ١.
(٣) قرب الإسناد : ٣٥٨ ح ١٢٧٨.
(٤) منية المريد : ٢٨٦.