الدين في كلّ قرن عدول ، ينفون عنه تأويل المبطلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال الجاهلين كما ينفي الكيرُ خبثَ الحديد» (١).
وهذا على الحقيقة والأصل ، ويحتمل أن يريد بالعدول : علماء شیعتهم الَّذين يقتفون آثارهم ، ويعرفون أحكامهم ، الممتحنين ، المحتملين لعلومهم ، وهم من عناهم السيِّد السجّاد عليهالسلام في تقسيم العلماء ، إلى أن قال :
«ولكنّ الرجلّ كل الرجل ، نعم الرجل ، هو الَّذي جعل هواه تبعاً لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضا الله ، يرى الذلَّ مع الحق أقرب إلى عزّ الأبد من العزّ في الباطل ، ويعلم أنَّ قليل ما يحتمله من ضرائها يؤدية إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وأنَّ كثيراً ممَّا يلحقه من سرائها ـ إن اتّبع هواه ـ يؤدِّيه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول ، فذلكم الرجل نعم الرجل ، فيه فتمسَّكوا ... الحديث» (٢).
وقال جدّي الصالح رحمهالله : (في هذا الخبر دلالة ظاهرة على أن العصر لا يخلو من حجّة ، والروايات الدالّة عليه أكثر من أن تُحصى ، وقد يُستدل بهذا الخبر على حجّية الإجماع) ، انتهى (٣).
__________________
(١) اختيار معرفة الرجال ١ : ١٠ ح ٥.
(٢) الاحتجاج ٢ : ٥٣ ضمن خبر طويل.
(٣) شرح اُصول الكافي ٢ : ٢٨.