[ب] ـ ويدل عليه قوله : «فإنَّ فينا أهلَ البيتِ عُدولاً» : فينا خبر إنَّ مقدَّم على اسمه وهو عدولاً ؛ لكونه ظرفاً ، وأهل البيت منصوب على المدح بتقدير أعني ، أو مجرور على أنه بدل لفينا ، أو مجرور بدلاً عن ضمير المتكلّم إن جُوِّز ، كما هو المنقول عن الأخفش من أنه أجاز تبديل الظاهر من ضمير الحاضر مطلقاً (١). (٢)
[ج] ـ «في كل خلف» : أي في كلّ قرن ، فإن الخلف للمرء من يكون بعده ، وكلّ قرن خلف للقرن السابق.
قال في النهاية : [في مادة (خ. ل. ف) (٣) (فيه (يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ، ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين) الخلف بالتحريك والسكون : كل من يجيء بعد من مضى ، إلا أنه بالتحريك في الخير ، وبالتسكين في الشر) ، انتهى (٤).
والمراد من العدول النافين للتحريف والانتحال هم الأئمّة عليهمالسلام الراسخون في العلم كما هو صريح قوله عليهالسلام في زيارة الجامعة : «ورضيَكُم خلفاءَ في أرضه ، وحُجَجّاً على بريّته ، وأنصاراً لدينه» (٥) فإنهم عليهالسلام يذبّون عن دينه كل مخالف ، بأن يبطلوا حجّته بالبرهان الحق ، كما قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : «يحمل هذا
__________________
(١) إبدال الاسم الظاهر من الضمير الحاضر المتكلم مطلقاً بدون شرط إفادة الإحاطة والشمول هو رأي الكوفيين وتبعهم الأخفش. (ينظر شرح ابن الناظم : ٢٩٨ ، وشرح الأشموني ٢ : ٨ ، وشرح التصريح ٢ : ١٩٩).
(٢) حكاه عنه في تفسير أبي السعود ١ : ٦٢.
(٣) ما بين المعقوفين منا لإتمام المعنى.
(٤) النهاية في غريب الحديث ٢ : ٦٥.
(٥) تهذيب الأحكام ٦ : ٩٥ ح ١٧٧ / ١.