وروى الحسن بن سليمان الحِلّي في مختصر کتاب سعد بن عبد الله الأشعري بإسناده عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : «قلنا له : الأئمة بعضهم أعلم من بعض؟ فقال : «نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد»» (١).
هذا ، وأنت خبير بأن مقتضى آية المباهلة وحسب ما أشرنا إليه أفضلية علي عليهالسلام على سائر الأنبياء حَتَّى اُولي العزم منهم ، عدا نبيّنا صلىاللهعليهوآله ؛ إذ لا مانع من مشارکته عليهالسلام معه صلىاللهعليهوآله في هذه الخصوصية.
ويدل عليه ما هو المتفق عليه بين الفريقين من أن النبي صلىاللهعليهوآله قال : «من أراد أن ينظر إلى نوح في عزمه ، وإلى آدم في علمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى موسى في فطنته ، وإلى عيسى في زهده ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب». رواه ابن أبي الحديد في شرحه ، عن أحمد بن حنبل في المسند ، وعن أحمد البيهقي في صحيحه (٢) ، والدلالة على المطلوب واضحة ، فإن كل واحد منهم صلىاللهعليهوآله امتاز عن سائرهم بخصلة واحدة من هذه الخصال فمن اجتمعت فيه جميعها يكون أفضل من جميعهم.
وما في (تفسير النيشابوري) من أنه : (كما انعقد الإجماع بين المسلمين على أن محمّد صلىاللهعليهوآله أفضل من سائر الأنبياء ، فكذلك انعقد الإجماع بينهم على أن النبي أفضل ممَّن ليس بنبي) (٣).
فهو جواب عار من الصواب ؛ لأنَّ ترجيحه على خصوص من عدا النبي يلزم مساواته مع سائر الأنبياء في الرتبة وهو خلاف ضروري للمسلمين.
__________________
(١) مختصر البصائر : ٧٣ ح ٢١.
(٢) شرح نهج البلاغة ٩ : ١٦٨ ، كنز العمال ١١ : ٦٣٤ نحوه.
(٣) تفسير النيسابوري ٢ : ١٧٩.