وفي حديث الوصية في قول النبي صلىاللهعليهوآله لعلي عليهالسلام في أمر الوصية : «وأنا دنيا اليك يا علي ، وأنت تدفعها إلى وصيّك ، ويدفعها وصيّك إلى أوصيائك من ولدك واحداً بعد واحد ، حَتَّی تُدفع إلى خير أهل الأرض بعدَك ...» الحديث (١).
خرج من عموم قوله بعدك تفضيل الحسنين عليهماالسلام بما عرفت من حديث السيادة وبقي من سواهما.
لا يقال : إنّا إذا سلَّمنا واعتقدنا أن بعضهم عليهمالسلام أفضل من بعض ، فما وجه ما ورد في بعض الأخبار أنهم قالوا : «إنّا كلَّنا خلقنا من نور واحد وطينة واحدة». وورد : «إنّا كلّنا سواء ، أولنا محمّد وأوسطنا محمّد وآخرنا محمّد ، وكلّنا محمّد ، فلا تفرَّقوا بيننا» (٢). وأمثال ذلك.
لأنا نقول : إن المراد التساوي في الفضيلة على الغير ، وهو لا يستلزم المساواة بينهم ، أو أنهم عليهمالسلام أرادوا أنهم متساوون فيما يحتاج إليه جميع الخلق ، فكلّهم فيهم الكفاية في مرحلة الهداية ، وإراءة الطرق (٣) وتبلیغ أحكام سيّد الأنام ، وإن تفاضلوا في درجات أنفسهم ، وفيما يختصون به من معرفة الله سبحانه كما سمعت من قول النبي : «ولا يعرف الله إلا أنا وأنت».
__________________
(١) الأمالي للصدوق : ٤٨٨.
(٢) الغيبة للنعماني : ٨٧ ح ١٦ ، المحتضر : ٢٧٧ ، بحار الأنوار ٢٦ : ١٦.
(٣) كذا ، والظاهر مراد المؤلف رحمهالله طرق الهداية أو طرق الأحكام.