النبوة ، كما كان الحسن والحسين عليهماالسلام شريكين في الإمامة ، وأنَّ الله عزَّ وجلَّ جعل النبوة في ولد هارون ولم يجعلها في ولد موسى وإن كان موسى أفضل من هارون» (١).
وأمّا فضل الحسن والحسين عليهماالسلام على الأئمّة التسعة عليهمالسلام فيحديث «سيدا شباب أهل الجنة» (٢) ، خرج رسول الله صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام بالنص ، وبقي كلٌّ من سواهما وهو ممَّا عليه الإجماع.
وأمّا فاطمة عليهاالسلام ، فاختلف العلماء في شأنها ، فقال قوم : إنها بعد علي عليهالسلام أفضل من بنيها الأحد عشر عليهمالسلام.
وقال قوم : إنها بعد الحسن والحسين عليهماالسلام أفضل من التسعة عليهمالسلام.
وقال آخرون : إن الأئمّة الاثني عشر كلّهم أفضل منها. وسبب الاختلاف اختلاف الروايات ، والَّذي يترجَّح عندنا أن فضلها بعد الأئمّة الاثني عشر ، ويدلّ عليه قوله تعالى : وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ (٣) ، وهو عام لا يلزم منه ترجيح كل ذکر عليها ؛ ولما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآله وبعض الأئمّة عليهمالسلام أنها أفضل نساء العالمين (٤) ، ولم يرد أنها أفضل الرجال من العالمين.
ولما رواه الصدوق رحمهالله في (الفقيه) ، في ما أوصى محمّد صلىاللهعليهوآله علياً عليهالسلام : «يا علي ، إنَّ الله عزَّ وجلَّ أشرفَ على الدنيا ، فاختارني منها على رجال العالمين ،
__________________
(١) کمال الدين : ٤١٦ ح ٩.
(٢) ورد الحديث في : قرب الإسناد : ١١١ ح ٣٨٦ ، الأمالي : ١١٢ ، الخصال : ٣٢٠ ح ١ وغيرها في غير ها.
(٣) سورة آل عمران : من آية ٣٦.
(٤) ينظر : شرح الأخبار ١ : ١١٩ ، ٣ : ٦٤.