الخصوصية ، فما يبقى في خالد عين ما هو موجود في زيد! طبعا ليس هذا عين ذاك ، فإنسانية خالد مهما أفرزنا وأسقطنا منها ، هي غير إنسانية زيد بالعدد بحسب الخارج ، وإن كان ينتزع عنهما مفهوم واحد وهو مفهوم الإنسانية ، وهذا معناه ، أنّ الجامع حينما يلحظ وينتزع من الأفراد ، نحن نجرد الأفراد من الخصوصيات العرضية بالمعنى الأول للفرد ، حتى نبقّي الحصص ، وبعدها لا يوجد تجريد آخر ، إذ إنّ الحصة ليست مركبة من أمرين ، بل هي ليست إلّا صرف الإنسانية هنا ، وصرفها هناك.
إذن فالجامع بالنسبة إلى الحصص ينطبق عليها بتمامها ، لا أنه ينطبق على جزء منها دون جزء.
وعليه : لما ذا لا يعقل الوضع العام والموضوع له الخاص للحصص بهذا المعنى؟.
وهذه المناقشة حاصلها هو : إنّ الجامع إن لوحظ بالإضافة إلى الفرد بالمعنى الأول ، فهذا له صورة ، وهي أن الجامع لا ينتزع من الفرد إلّا بعد تجريده عن الخصوصيات ، فلا يكون حاكيا عنها. وأمّا إذا لوحظ الجامع بالإضافة إلى الفرد بالمعنى الثاني ـ الحصص ـ فهنا لا معنى لأن نقول إنّ انتزاع الجامع يتوقف على تجريد الحصص عن الخصوصيات ، لأن الحصة صرف الإنسانية وليس عندنا أمران حتى نجردهما عن الخصوصية.
إذن فالجامع ينطبق على الحصة بتمامها فهو حاك عنها بتمامها ، وحينها لما ذا لا يعقل الوضع العام والموضوع له الخاص بالنسبة إلى الحصص ـ المعنى الثاني ـ وبعبارة أخرى : إنّ الجامع بالنسبة إلى الفرد بالمعنى الأول ، وإن لم يكن منطبقا عليه تمامه ، فإنّ عنوان الإنسان ليس منطبقا على زيد بتمامه ، وبما فيه من بياض أيضا ، لوضوح أن البياض ليس جزءا من الإنسانية ، فلا بد من تجريد هذه الخصوصيات في زيد ، لكن بالتالي بعد أن نجرد زيدا عن تمام هذه الخصوصيات ، بحيث لا يبقى إلّا بحت الإنسانية الذي يبقى بعد التجريد عن الخصوصيات ، هذا بحسب الحقيقة حصة متميزة عن بحث ما