الأمر الخامس
تبعية الدلالة للإرادة
وفي هذا الأمر ذكرت عدة حيثيات ، ووقع في كلماتهم خلط بينها ، بحيث أرجعت. بعضها إلى البعض الآخر ، وفرض أن ملاك بعضها هو ملاك البعض الآخر. ولكن بحسب الحقيقة هذه الحيثيات متغايرة ، وملاكاتها الفنيّة متمايزة. فهناك ثلاث حيثيات لا بدّ من التكلم عنها تصورا وملاكا ثم تحقيقا ، وهذه الحيثيات هي :
١ ـ هل إنّ الدلالة الوضعية دلالة تصورية ، أو دلالة تصديقية؟.
٢ ـ هل إنّ الدلالة الوضعية تابعة للإرادة ، أو ليست تابعة للإرادة؟.
٣ ـ هل إنّ الإرادة مأخوذة قيدا في المعنى الموضوع له ، أو ليست مأخوذة قيدا في المعنى الموضوع له؟.
تصوير الحيثية الأولى : هل إن الدلالة الوضعية هي دلالة تصورية أو دلالة تصديقية ، بمعنى أن الدلالة التي صارت بسبب الوضع ، هل هي مجرد انتقاش صورة المعنى في ذهن السامع أو أن اللفظ له كشف ودلالة تصديقية على مطلب نفساني في نفس المتكلم بحيث نستكشف باللفظ مطلبا نفسانيا في نفس المتكلم؟.
والملاك الفني لهذه الحيثية ، هو تشخيص الوضع ، هل هو التعهد أو هو الاعتبار؟.