ما قبلها ، وهى جملة مبدوءة بالواو ، وذلك قوله (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) ؛ والثانى موافقة ما بعدها ، وهو قوله : (وَلَهُ) بعد (١) قوله : (خالِداً فِيها) (٢) وفى براءة [أوعد (٣)] أعداء الله بغير واو ، ولذلك قال (ذلِكَ) بغير واو.
وقوله : (مُحْصِنِينَ (٤) غَيْرَ مُسافِحِينَ) فى أوّل السّورة ، وبعدها (مُحْصَناتٍ (٥) غَيْرَ مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أَخْدانٍ) وفى المائدة (مُحْصِنِينَ (٦) غَيْرَ مُسافِحِينَ (٧) وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) لأنّ ما فى أوّل السورة وقع فى حقّ الأحرار المسلمين ، فاقتصر على لفظ (غَيْرَ مُسافِحِينَ) والثانية فى فى الجوارى ، وما فى المائدة فى الكتابيّات فزاد (وَلا مُتَّخِذِي أَخْدانٍ) حرمة للحرائر المسلمات ، ولأنهنّ إلى الصّيانة أقرب ، ومن الخيانة أبعد ، ولأنّهنّ لا يتعاطين ما يتعاطاه الإماء والكتابيّات من اتّخاذ الأخدان.
قوله : (فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ) (٨) فى هذه السّورة وزاد فى المائدة (مِنْهُ) (٩) لأنّ المذكور فى هذه بعض أحكام الوضوء والتيمّم ، فحسن الحذف ؛ والمذكور فى المائدة جميع أحكامهما ، فحسن الإثبات والبيان.
قوله : (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) (١٠) ختم الآية مرة بقوله (فَقَدِ افْتَرى) ومرّة بقوله (فَقَدْ ضَلَّ) لأنّ الأوّل نزل فى اليهود ، وهم الّذين افتروا على الله ما ليس فى كتابهم ، والثّانى نزل فى الكفار ، ولم يكن لهم كتاب ، فكان ضلالهم أشدّ.
__________________
(١) أ : «ما بعده»
(٢) الآية ١٤
(٣) زيادة اقتضاها السياق ، ويريد قوله تعالى : (سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ)
(٤) الآية ٢٤
(٥) الآية ٢٥
(٦) الآية ٥
(٧) الآية ٤٣
(٨) الآية ٤٣
(٩) الآية ٦
(١٠) الآية ٤٨ ، والآية ١١٦