الناقص بواسطة إمدادهم المعنوي ، فيتغلبون بالنتيجة على الآثار التكوينيّة للذنب ، مثلما تُنمّي الشمس النباتات ذات الاستعداد للنمو وتنقذها من الآفات. أمّا إذا كانت تلك العقوبات وضعية ، فَتُطلَبُ الشفاعة من الله تعالى ليغفر لمن يستحق غفران الذنب وفي جميع الأحوال فإنّ المقام المعنوي للشفيع يكون سبباً في تأثير تلك الشفاعة بإذن الله.
ويمكن تكرار نفس هذا الكلام بخصوص تجسّد الأعمال لأنّه شبيه أيضاً بالآثار الوضعية والتكوينيّة للعمل (فتأمل).
و) أليس الاعتقاد بالشفاعة من عوامل التخلف؟
ويبدو هذا الوهم لبعض الناس أيضاً وهو : ألا يكون الاعتقاد بالشفاعة سبباً يحدو ببعض الناس إلى عدم الإتكال على عملهم ، فلا يظهرون مالديهم من قابليات وكفاءات كامنة؟
الجواب؟
يبدو من هذا التعبير أنّ ذهنية أصحاب الإشكالات لا تختلف عن ذهنية الناس العاديين وتصورهم عن الشفاعة ومفهومها الدنيوي ، في حين طرح هذا الموضوع بالأدلة في بداية هذا البحث ، مِن أنَّ الشفاعة في مفهومها القرآني الإسلامى لا تُعتبر عامل تخلف ، بل وحتّى أنّها تعتبر دعوة فاعلة لاصلاح الذات وترك الذنب والتعويض عمّا مضى والاستبشار بالمستقبل والتّحرك نحو الخير والصلاح. وبما أنّ هذا الموضوع قد تمّ تبيانه بالتفصيل ، فلا نرى ضرورة لتكراره هنا.
ز) ألا تتعارض الشفاعة مع التوحيد؟
إنّ التصور بوجود تعارض بين الشفاعة والتوحيد هو واحد من الإشكالات المعروفة بشأن موضوع الشفاعة ، ومَرَدُّ ذلك هو الإعلام المكثف الذي وظّفهُ الوهابيون ضد هذه المسألة ، ولهذا ينبغي الالتفات إليها جيّداً :