٢ ـ ماهية جهنّم
تمهيد :
من البديهي أنّ «جهنّم» هي بؤرة الغضب الإلهي وتشتمل على العذاب الجسدي والروحي لمن يردها ، كما ورد في ظاهر أو صريح الآيات القرآنية ، أمّا الذين ذهبوا إلى أنّها تشتمل فقط على العذاب الروحي والمعنوي فقد تجاهلوا وأنكروا قسم كبير من الآيات القرآنية أو حملوها على معانٍ مجازية بلا دليل معقول.
ولكن ما هي جهنّم؟ وما هي كيفية عذابها؟
إنّ أفضل الطرق لمعرفة ماهيتها هي الاستعانة بالأسماء والأوصاف الواردة بشأنها في الآيات القرآنية المختلفة من أجل ازاحة الستار عن خفايا بؤرة الغضب الإلهي هذه ، وكما قلنا مراراً : مهما كانت معرفتنا بالقضايا المتعلقة بالعالم الآخر واسعة فهي تبقى محدودة وكأنّها شبح يترائى لنا عن بعد ، أمّا التفاصيل والخصوصيات فهي مبهمة لأنّ عالم الآخرة بشكل عام أرقى من هذا العالم وهو تماماً كعالم الجنين بالنسبة إلى العالم خارج بطن امّه. وعلى هذا فمن غير المتيسّر للبشر في هذا العالم الاحاطة الكاملة بأسرار ذلك العالم ، لكن هذا لا يحول بتاتاً دون الحصول على المعرفة الإجمالية بشأنه أبداً.
وعلى أيّة حال ينبغي متابعة الأسماء والصفات والإشارات الواردة في القرآن الكريم في هذا المجال لغرض التعرّف على ماهية جهنّم ، لنقرأ فيما يلي الآيات التالية وهي تعكس بعضاً من أسماء وأوصاف جهنّم :
١ ـ (وَانَّ جَهَنَّمَ لَمَوعِدُهُمْ اجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ ابوَابٍ). (الحجر / ٤٣ ـ ٤٤)
٢ ـ (سَاصْلِيهِ سَقَرَ* وَمَاادْرَاكَ مَا سَقَرُ* لَاتُبقِى وَلَا تَذَرُ* لَوَّاحَةٌ لِّلبَشَرِ). (المدثر / ٢٦ ـ ٢٩)