ولكن يحتمل أن تخص هذه الروايات مرحلة معينة من البرزخ ، أو أنّ لها بُعداً استثنائياً ومحدوداً قد يتحقق في ظل مجاورة أحد أولياء الله وهي غير شاملة لجميع من يستحقون الشفاعة.
* * *
٥ ـ الإشكالات الأساسية المطروحة بشأن الشفاعة
كما أسلفنا في تفسيرنا لمعنى الشفاعة في القرآن الكريم والإسلام بأنّ لها مفهوماً يختلف كُلياً عمّا هو متعارف بين أوساط الناس ، وأن تشابهها هو السبب في بروز الكثير من الإشكالات والأخطاء في هذا المجال ، والحقيقة أنّ الإجابة عن أغلب تلك الإشكالات يمكن في التفسير الصحيح لمفهوم الشفاعة في الإسلام.
نكتفي بهذا التمهيد الموجز ونعود لطرح تلك الاعتراضات ونجيب عنها :
أ) هل تُعتبر الشفاعة تشجيعاً على ارتكاب الذنوب؟
إلّا يكون الأمل بالشفاعة والاعتماد عليها سبباً لكي يعتبره البعض بمثابة الضوء الأخضر لارتكاب المعاصي ، فيوغلون في ممارسة أنواع الذنوب والجرائم متأملين انقاذ الشفعاء لهم من العذاب الإلهي في يوم الجزاء وبهذا تكون نفوسهم في راحة تامة وقد أمنت من التهديد الرباني بالعذاب؟ أو بتعبير آخر : ربّما تكون عقوبات القيامة ضماناً إجرائياً لتنفيذ القوانين الإلهيّة واجتناب معصيتها ؛ أقلا تُعتبر الشفاعة خرقاً لهذه الضمانات؟
الجواب :
كما قيل سابقاً فإنّ الشفاعة بمفهومها القرآني لا تحث ولا تشجع على ارتكاب الذنب ، وليس هذا فقط بل إنّها عامل ردع قوي أيضاً يحول دون ذلك ، لأنّها تجعل الأشخاص يتوقفون في أي مرحلة كانوا ولا يوغلون في طريق المعصية أكثر من ذلك ، بل تكون بمثابة خط للرجعة تدريجياً.