وفي قوله تعالى : (وَانَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكَافِرِينَ). (التوبة / ٤٩)
وجاء : في قوله تعالى : (انَّ المُنَافِقِينَ فِى الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً). (النساء / ٤٥)
وفي الحقيقة أنّ أهم وأوسع مصدر للمعاصي والذنوب هو الكفر والنفاق وعدم الإيمان ، لأنّ الإنسان إذا لم تشرق أعماق نفسه بنبراس الإيمان ولم يتطهر من الشرك والكفر والنفاق فلن تكون لديه أيّة دوافع نحو عمل الخير وستتغلب عليه النزعات المادية والشهوانية فقط ، ولا يخفى على أحد طبيعة الظواهر الناتجة عن سيطرة مثل هذه الدوافع ، فنحن نرى أمثلة منها في الجرائم التي يرتكبها المجرمون في عالم اليوم.
«الكفر» : يعني تغطية الحق ، و «النفاق» يعني التظاهر بعكس ما يبطن (التظاهر بالإيمان واستبطان الكفر) ، وهما أهم الموانع في طريق الإصلاح في المجتمعات الإنسانية ، لذلك ركّزت الآيات المتعلّقة بالجنّة والنّار على هاتين الفئتين.
* * *
٢ ـ الصد عن سبيل الله
يُقسِّم القرآن الكريم الناس من زاوية موقفهم من الرسول صلىاللهعليهوآله والآيات القرآنية إلى فريقين ، فيقول : (فَمِنهُم مَّن آمَنَ بِهِ وَمِنهُم مَّن صَدَّ عَنهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً). (النساء / ٥٥)
وقد أكثرت الآيات الشريفة من التهديد والوعيد لهذا الفريق «الذين يصدون عن سبيل الله» ، وهو الفريق الذي لا يضل نفسه فقط بل ويعمد إلى إضلال جميع الناس ، وكأنّه يجد لذّته في هذا العمل ، بل ويرى مصالحه اللامشروعة في كفر الناس وعدم إيمانهم ، وذلك لأنّ المجتمع المؤمن المعتقد بالقيم الإلهيّة السامية لا يخضع أبداً للفراعنة وشياطينهم وأحزابهم ، فالطريقة الوحيدة إذن للتسلّط على أيّ مجتمع تكمن في سلب جوهر الإيمان من قلوب أبنائه ، وتاريخ الشعوب حافل بأمثال هذه المساعي المحمومة لهذا الفريق من أجل إضلال الناس ، واليوم أيضاً تنصبُّ جهود جميع الدول والمؤسسات الاستكبارية في