١٧ ـ الاهتمام بالصلاة
ذكرت الآيات ٢٢ ـ ٣٤ من سورة المعارج تسع صفات من صفات أهل الجنّة وعلى أثر هذه الصفات يعدهم الله تعالى بالجنّة ، وهذه الصفات هي : المحافظة على الصلاة ، وتعيين حق ثابت في أموالهم للمحرومين ، والإيمان بيوم الجزاء ، والخوف من عذاب الله ، والمحافظة على الفروج ، وأداء الأمانة ، والوفاء بالعهد ، والقيام بالشهادة ، والمحافظة على آداب وشرائط وروح الصلاة ، وبعد ذكر هذه الصفات قال تعالى : (أُولَئِكَ فِى جَنَّاتٍ مُّكرَمُونَ). (المعارج / ٣٥)
وهذا التعبير تعبير واحد لجميع النعم الجسمانية والروحانية.
ومن الطريف أنّ هذه الصفات التسع ابتدأت بالصلاة واختتمت بالصلاة أيضاً مع هذا الاختلاف ، وهو أنّها ابتدأت بالاستمرار على الصلاة وانتهت بالمحافظة عليها أي حفظ آدابها وشرائطها وخصوصياتها ، تلك الآداب والشرائط تحفظ مظهر الصلاة من الفساد والبطلان وكذلك تقوّي روح الصلاة التي تتمثل بحضور القلب وازالة موانع قبولها كأكل السحت ، وشرب الخمور ، والغيبة ، وأمثال ذلك.
إذن فالآية تدلل على أنّ أعمال الخير كلها تبدأ بالصلاة وتنتهي بالصلاة أيضاً ، ومن الناحية العملية أنّ أول ما يجب على الإنسان البالغ ، الصلاة وآخر ما يلازمه حتى نهاية عمره ، الصلاة أيضاً ، اللطيف هو أنّ للمحافظة على الصلاة طرفين : الأول : وجوب المحافظه عليها من الفساد والخلل ، والثاني : أنّ الصلاة تحفظ الإنسان من الفحشاء والمنكر «إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكُرِ» ، ونختم هذا البحث بحديث عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله إذ قال : «من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة» (١).
* * *
__________________
(١) تفسير روح البيان ، ج ١٠ ، ص ١٦٧.