المطففين : (عَلَى الْأَرَائِكِ يَنْظُرُونَ). (الانسان / ١٣) (المطففين / ٢٣ ـ ٣٥)
«أرائك» : جمع أريكة ، وعلى قول الكثير من المفسرين (مثل صاحب مجمع البيان ، والقرطبي ، والفخر الرازي ، وصاحب روح المعاني) بمعنى الحجلة إذا كان فيها سرير ، وفسّرها البعض بالسرير الذي فيه مظلة ، فالأريكة السرير وهي (البيت المزين للعروس).
ويقول الراغب في المفردات : مأخوذة من (اراك) وهي اسم شجرة معروفة.
ويقول أبو الفتوح الرازي في ذيل الآية ١٣ من سورة الإنسان : إنّ «السرير» و «الأريكة» معنيان مختلفان أحدهما فيه مظلة والآخر بدونها.
وتدل تعابير القرآن على هذا المعنى ، لأنّ الكلام عن السرر طرح في موارد مجالس انس أهل الجنّة حيث يتقابلون ويتسامرون ، في حين أنّ الأرائك تختص بجلساتهم الخاصة أي عندما يختلون مع ازواجهم كما ورد في قوله تعالى : (هُم وَازوَاجُهُم في ظِلالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ). (يس / ٥٦)
ومن هنا يمكن أن نستنتج : أنّه عندما يقول القرآن : (مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَونَ فِيهَا شَمساً وَلَا زَمْهَرِيْراً). (الإنسان / ١٣)
ومن الممكن أن تكون الآية قد أشارت إلى هذا المعنى ، وهو أنّ الشمس تشرق عليهم عندما يجلسون على هذه الأَسِرّة الخاصة ، ولو أنّ هناك تفسيراً آخر قد اشير إليه في حينه.
ومن الطريف أنّه وردت في القرآن خمس آيات حول الأَسِرّة وخمس آيات حول الأرائك ، ولقد وردت إشارات متساوية عن الحياة العامة والخاصة لأهل الجنّة.
وهناك كلام طويل حول أوصاف هذه الأَسِرّة والأرائك ورد في الأخبار والروايات اعرضنا عن ذكره لأجل الاختصار.
* * *
٥ ـ الأغذية والأواني
إنّ الأغذية المادية لأهل الجنّة ـ كما يستفاد من القرآن الكريم ـ متنوعة للغاية ، ويستفاد