جمع الآيات وتفسيرها
ظهور علامات القيامة :
إنّ الآية الاولى من آيات هذا البحث تشير إشارة عابرة إلى (أشراط الساعة) من دون بيان مصداقها ، فتقول : هل ينتظر هؤلاء (الكفّار والمستهزِئون) أن تقوم الساعة بغتة حتى يؤمنوا في حين أتتهم علاماتها : (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلّا السَّاعَةَ انْ تَاْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَآءَ اشْرَاطُهَا) عِندئذٍ لايَنفَعُ إيمانُهُم (فَانَّى لَهُم اذَا جَاءَتْهُم ذِكرَاهُم) وكما أشرنا سابقاً فإنّ (أشراط) جمع (شَرَط) بمعنى العلامة ـ وبناءً على هذا فإنّ معنى (أشراط الساعة) : علامات القيامة.
أمّا ما المراد من تحقيق هذه العلامات التي أخبرت عنها الآيات السابقة الذكر؟ فنبيّنه كالآتي :
للمفسرين آراء مختلفة في ذلك ، فيرى أغلبهم أنّ المقصود من (أشراط) هنا هو مبعث النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله وقيامه بالدعوة ونزول القرآن الكريم الذي هو آخر كتاب سماوي ، والدليل على هذا الرأي هو الأحاديث الواردة عن الرسول صلىاللهعليهوآله بهذا الخصوص ، كالحديث المشهور الذي رُوي عنه صلىاللهعليهوآله : (بعثت أنا والساعة كهاتين ، وضمّ السبابة والوسطى) (١).
ولقد عدّ البعض الآخر من المفسّرين انشقاق القمر من (أشراط الساعة) هذا فيما لو كانت جميع الآيات التي تحدثت حول (أشراط الساعة) تشير إلى قرب الساعة وليس إلى إمكانية المعاد إلّاأنّ البعض اختار المعنى الثاني وقال : إنّ أصل خلق الإنسان هو من تراب ، وإن خلق السموات والأرض كلها علامات على قدرة الله تبارك وتعالى على إعادة الحياة من جديد بعد الممات ، وعليه ستكون جميع دلائل إمكانية المعاد جزءاً من علامات القيامة و (أشراط الساعة).
ولكنَّ المعنى الأول هو الأصح خصوصاً أنّ بعض الروايات الإسلامية عدّت بعض
__________________
(١) نقل هذا الحديث الكثير من مفسري الشيعة وأهل السنّة بقليل من الاختلاف مثل تفسير مجمع البيان ؛ تفسير القرطبي ؛ تفسير في ظلال القرآن ؛ وتفسير روح البيان ؛ وفي تفاسير اخرى.