٥ ـ خصائص كتاب الأعمال
من مجموع الآيات والروايات السابقة يمكن تحديد الخصائص الآتية لكتاب الأعمال وهي :
١ ـ كتاب الأعمال هو صحيفة عمل لمجموع عمر الإنسان وهو لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلّاأحصاها.
٢ ـ كتاب الأعمال حي ناطق ولا مجال فيه لأدنى شك أو ريب وهو غير قابل للانكار ، وكل شخص يتمكن من الفصل والحكم بمشاهدته وحتى المجرمون أنفسهم.
٣ ـ إنّ كاتبي صحيفة الأعمال ملكان وقد عبّر عنهما القرآن ب (رقيب) و (عتيد) ـ وكما ذكرنا ـ يستفاد من بعض الروايات أنّ ملائكة الليل والنهار منفصلون عن بعضهم البعض وكل واحد منهم يعطي مكانه للآخر ، ولقد أشارت بعض آيات القرآن الكريم إشارة عابرة إلى هذا المعنى.
٤ ـ يظهر من بعض الروايات أنّه إضافة إلى ذلك يوجد ملائكة آخرون توكل بهم مهمّة تسجيل بعض الأعمال الخاصة كما ورد في حديث عن الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الأول فالأول ، فاذا جلس الأمام طووا الصحف وجاؤوا يستمعون الذكر» (١).
٥ ـ يستفاد من بعض الروايات أنّ الحسنات تكتب فوراً أمّا السيئات فتكتب بعد حين (لعل صاحبها يتوب عن فعله).
ونختم هذا البحث بذكر بعض الجمل القيمة من أدعية الإمام السجاد عليهالسلام والتي وردت في (الصحيفة السجادية) ولنردد معه هذا الدعاء : «اللهم يسر على الكرام الكاتبين مؤنتنا ، واملأ لنا من حسناتنا صحائفنا ولا تخزنا عندهم بسوء أعمالنا» (٢) وفي مكان آخر قال : «فصل على محمد وآله واجعل ختام ما تُحصى علينا كتبة أعمالنا توبة مقبولة» (٣).
__________________
(١) صحيح مسلم ، ج ٢ ، ص ٥٨٧ ، ح ٨٥٠ ، ولعل مفهوم الحديث هو إذا تأخر المصلي عن الوقت المحدد لصلاة الجمعة فسوف لن يكتب اسمه في تلك الصحف.
(٢) الصحيفة السجادية الدعاء ٦.
(٣) المصدر السابق ، الدعاء ١١.