٤ ـ الفرش والأرائك
من النعم الإلهيّة الاخرى في الجنّة الفرش والأرائك المختلفة وهي في منتهى الروعة والجمال والجذابية.
قال تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ اسْتَبْرَقٍ). (الرحمن / ٥٤)
ومن الطريف أنّ بطانة هذه الفرش من أفخر الأقمشة في الدنيا أمّا ظاهرها فهو من اللطافة والجمال والقيمة بحيث يعجز عنها الوصف ، وعلى قول بعض المفسرين هي من الامور التي يقول القرآن بصددها : (فَلَا تَعلَمُ نَفسٌ مَّا اخفِىَ لَهُم مِّن قُرَّةِ اعيُنٍ). (السجدة / ١٧)
ولقد ورد حديث عن الرسول صلىاللهعليهوآله قال : «ظواهرها نور يتلألأ» (١).
وفي سورة الغاشية نجد تعبيراً آخر ضمن توصيف النعم المختلفة في الجنّة : (وَزَرَابِىُّ مَبثُوثَةٌ). (الغاشية / ١٦)
«زرابيّ» : جمع (زَرْبيّة) على وزن (شَرْقية) وهي على قول بعض أرباب اللغة مشتقة في الأصل من الكلمة الفارسية «زربفت» وهو القماش الذي يستعمل في نسيجه الذهب بدلاً من القطن والصوف ، وتأتي أحياناً بمعنى القماش الغالي الثمن (٢) (البسط الفاخرة) ، وقال بعض أرباب اللغة والمفسرين أنّ (زِربي) جمع ازربي بكسر الزاء و (زربية) في الأصل بمعنى أنواع النباتات التي اختلطت فيها الألوان الصفراء والحمراء الخضراء ، ولهذا السبب يطلق على الفرش التي تحمل ألواناً زاهية متنوعة ، (٣) وقد وصفت هذه الفرش بـ (مبثوثة) ، وهي (المبسوطة المنشورة أو المفرقة في المجالس).
ونجد في نفس هذه السورة في الآية السابقة عبارةاخرى تصف الوسائد وتقول : «وَنَمارِقُ مصفُوفةٌ».
__________________
(١). تفسير القرطبي ، ج ٩ ، ص ٦٣٤٩.
(٢). التحقيق في كلمات القرآن الكريم مادة (زرب).
(٣). تفسير المراغي ، ج ٣٠ ، ص ١٣٣ قاموس اللغة مادة (زرب).