بلا شك أنّ
الآية الاولى والثانية أشارتا إلى (أشراط الساعة) وذلك لأنّ الآيات التي وردت بعدها دلّت على هذا المعنى بشكل
واضح ، أمّا فيما يتعلق بالآية الثالثة فقيل في تفسيرها إنّها كانت ناظرة إلى
علامات القيامة.
ولقد وردت في
إحدى هذه الآيات عبارة (فجّرت) وهذه الكلمة مشتقة من (فَجر) واستعملت بمعنى الانفجار ومن الممكن أن تكون هذه إشارة
إلى انفجار البحار.
لقد أصبحت هذه
الحالة اليوم مفهومة نظراً لأنّ الماء يتكون من عنصرين ، الأول هو الاوكسجين
والثاني هو الهيدروجين وهذان العنصران قابلان للاحتراق فلو كان هناك عامل يسبب في
تجزئة الماء لتبدلت البحار إلى كتلة عظيمة من نيران محرقة ، وتكفي قدحة صغيرة
لإحراق العالم بأسره.
ويحتمل أن تكون
الزلزلة الشديدة التي تقع قبيل القيامة هي السبب في تشقق الأرض واتصال البحار مع
بعضها البعض وعلى أثر ذلك سوف تتصل جميع البحار البحيرات الموجودة على الأرض وهذا
أيضاً أحد الأقوال التي ذكرت في تفسير هذه الآية.
وهناك تفسير
ثالث يقول : عندما تتلاشى الجبال يسقط غبارها في البحار فتمتلئ ويطغى الماء على
اليابسة فتصير كلها بحراً واحداً.
وبهذه المعاني الثلاثة فسّرت الكلمة
الثانية (سجّرت) المشتقة من مادة (تسجير) وذلك لأنّ التسجير في الأصل يعني الإيقاد
ويأتي أحياناً بمعنى المل ولذا يقال للتنور المملوء بالنار (مسجر).
وقد يكون اشتعال
البحار بسبب تجزئتها إلى عنصرين قابلين للاحتراق (الاوكسجين والهيدروجين) أو لعلل
اخرى نجهلها ، أمّا امتلاء البحار فهو إمّا بسبب تلاشي الجبال وسقوطها في البحار
أو بسبب سقوط الأحجار السماوية الكبيرة فيها أو لعلل اخرى غير معروفة.
* * *