وفيما يقابل هذه الطائفة (ذات الحساب العسير) طائفة اخرى يكون حسابها يسيراً للغاية قال تعالى : (فَأمَّا مَن أُوتِىَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ* فَسَوفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً). (الانشقاق / ٧ ـ ٨)
وورد في حديث عن الرسول صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «ثلاث من كن فيه حاسبه الله حساباً يسيراً ، وأدخله الجنّة برحمته : تعطي من حرمك ، وتصل من قطعك ، وتعفو عمن ظلمك» (١).
ويستفاد من بعض الروايات أيضاً أنّ (حسن الخلق) يخفف من حساب يوم القيامة ، قال الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : «حَسّن خلقك يخفف الله حسابك» (٢).
على أيّة حال ، يستفاد من كل هذه المصادر الإسلامية أنّ الناس يختلفون اختلافاً كبيراً فيما بينهم بالحساب يوم القيامة ، فطائفة يشدد الله في حسابها وتضم الذين يشددون في حساب الناس في الدار الدنيا وذوي الاخلاق السيئة ، والظلمة.
وطائفة اخرى يكون حساب أفرادها سهلاً يسيراً ، بسبب أعمالهم الصالحة وحسن أخلاقهم ، وتساهلهم وتسامحهم مع عباد الله أو عدم تلبسهم بمال ومقام الدنيا.
وطائفة ثالثة وهي التي تدخل الجنّة بغير حساب كما ورد في حديث عن الامام على عليهالسلام في تقسيم الناس يوم القيامة قال : «ومنهم الذين يدخلون الجنّة بغير حساب ، لأنّهم لم يتلبسوا من أمر الدنيا بشيء ، وإنّما الحساب هناك على من تلبس بها هاهنا» (٣).
وفي المقابل : منهم الذين يدخلون النّار بغير حساب كما ورد هذا الحديث عن الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله : «إنّ الله عزوجل يحاسب كل خلق إلّامن أشرك بالله عزوجل فإنّه لا يحاسب ويؤمر به إلى النّار» (٤).
ونقل عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : «وأمّا الثلاثة الذين يدخلهم النّار بغير حساب
__________________
(١). تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٣٧ ، ح ١٢.
(٢). بحار الأنوار ، ج ٦٨ ، ص ٣٨٣ ، ح ٢٠.
(٣). ميزان الحكمة ، ج ١ ، ص ٦٢٣.
(٤). بحار الأنوار ، ٧٠ ، ص ٢٦٠ ، ح ٧.