فعلتها لوجوبها ، وهذا يخطر البال من دون كلام ، وإنما تقرر معنى الكلام في القلب ، ثم تستقبل القبلة في المكان النظيف ، وأفضل المواضع للعبادة للامرأة قعر بيتها هو لها أفضل من المساجد ، قال الله تعالى لأمهاتكن : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [الأحزاب : ٣٣] ، فإذا استقبلت القبلة توجهت ولم تؤذن ولم تقم ، ثم تنوي أي صلاة وجبت أو أحب أن أصلي كذا عبادة لله تعالى لوجوبها إن كانت واجبة أو المندوب إليها إن كانت مندوبة ، ثم تكبر وتقرأ الحمد وسورة ، ثم تركع منصبة إلى الأرض كهيئة من يهوي للجلوس ورأسها متقاعس لئلا تنحني فترتفع عجيزتها ، ثم تسبح وتقوم وتنحط إلى الأرض انحطاطا كالذي يجلس ولا تخر كما يخر الرجل ، فإذا استقرت على الأرض عزلت قدميها في جانب وانعطفت ساجدة بالقرب من ركبتيها ، ولا ترفع عجيزتها ، ولا تجافي جنبيها عن إبطيها ، بل تضم وتجمع ، كما أنها في حال قيامها تجمع قدميها وتضم فخذيها وكذلك السجدة الأخرى والركوع الآخر ، فإذا تشهدت التشهد الأخير سلمت سلاما خفيفا لا تبالغ فيه بالالتفات كما يفعل الرجل ، فإذا قضت صلاتها سبحت إن كانت لها مسبحة سبحت فيها وإلا فبأصابعها فاستعمالهن في حق الله سبحانه من جملة العبادة ، هذا بعد أن تعرف أحكام الوضوء وأحكام الغسلين ، الغسل من الجنابة والغسل من الحيض.
فأما النفاس : فحكمه حكم الحيض فإنها تنقض شعرها في الحيض والنفاس ، وتجبي الماء على رأسها من الجنابة ببل أصول الشعر ، ولا حرج عليها في العقص والظفائر ، فإذا قامت بذلك فقد أدت ما يلزم من العبادة ، وعليها تقليم أظفارها والاستنان بالسواك ، وتلزمها الزكاة لحلي إن كان لها مائتا درهم قفلة فضة ، أو عشرون مثقالا أو قيمة أحدهما ، ولا تفرط في ذلك في كل حول