وأما قوله : فهذه الآيات لا يجوز تفسيرها ولا تأويلها ولا حملها على ظاهرها ؛ مذهب لا برهان عليه إلا أن يكون لدليل عنده.
قوله : لكن متأولها كافر ؛ فخصمه يتمكن من عكس دليله عليه ، ويقول : إن تارك تأويل هذه الآيات كافر ، فأي الرجلين يكون أولى بالإصابة.
وأما قوله : حاملها على ظاهرها كافر فمسلم ، وليس لأنه قال هو كافر ، ولكنه إذا جعل له أعضاء كان محدثا لأن آثار الصناعة فيه محدثة ظاهرة وهو التركيب ؛ فلو كان كذلك تعالى عن ذلك كان لا بد من صانع صنعه فيخرج عن كونه إلها مستحقا للعبادة فيكون قد نفى الصانع ونفيه كفر ، تعالى عن ذلك.
وأما قوله : استأثر الله بعلمها ، فلو كان كذلك لما خاطبنا بها ، وإنما استأثر تقدّس وعلا بعلم الغيب ولأن السامع لآية الجنب واليد والوجه لا يخلو إما أن يكون معتقدا لظاهر ها في الله سبحانه وهذا لا يجوز كما قدمنا ، وإما أن يكون نافيا لذلك عن الله سبحانه منزها له عن شبه الخليقة ، فهذا الذي نقوله ، ولا بد أن يتأول القرآن على ما قلنا لئلا يبطل معنى الآية ، وإما أن يكون شاكا فيه تعالى وهو على صفة الآلات والجوارح تعالى فهو متعالى عن ذلك ، فالشك في الله تعالى لا يجوز ، فتأمل ما ذكرت ، موفقا إن شاء الله تعالى.
مسألة [في وحدانية الله]
قال أرشده الله : قالت الزيدية : إن الله تعالى واحد في ذاته وصفاته وملكه ، ثم نقضوا ذلك وأشركوا معه في ملكه غيره ، قال : بقولهم إن الله تعالى قادر