لوقوع ذلك إلى حد لا مزيد عليه ولا معنى لسؤال من يسأله فيكون عابثا ، ونرجو كونهم كذلك إن شاء الله تعالى وأفضل.
وإذا قد تقررت هذه الجملة رجعنا إلى ما كنا بصدده من ذكر البنات وما يلزم لهن من الوصاة ، فأول ما نأمرهن به تقوى الله تعالى في السر والعلانية ، والقيام بفرائضه من الوضوء والصلاة والصيام والحج ، وقراءة القرآن ، وعبادة الرحمن ، وحسن الخلق ، والمواساة للسائل والمعتر ، وتخصيص الأقارب وذوي الأرحام مع العموم لمن أمكن إيصال النفع إليه.
فأما غسل الفرجين فهو أمانة ، والمراد به إزالة النجاسة ، والفاضل الشريف لا يخون أمانته ، فإذا غلب في الظن طهارة ما هنالك وقعت المضمضة والاستنشاق حتى يطهر الفم فهو طريق القرآن ، والمنخرين فهما مجرى الأنفاس ، وذلك بعد تخليل الأسنان ودلكها بالسواك ، والأصابع واللسان كذلك ، فإذا طهر بدأت بغسل الوجه من أعلاه غسلا نظيفا بالدلك والصب ، فإذا فرغ الوجه غسلت اليدين تبدأ من أعلى الذراع إلى أسفله فهو أولى بالتطهير وإن كانت النسوان تبدءان من أسفل إلى أعلى ، ثم يقع التغشي وهو مسح جمجمة الرأس وجوانبه إلى مقاص الشعر من القفا ، ولا يجب مسح الغدائر والعفور إلى نهايتهن ، بل ما علا كما ذكرناه ؛ لأن ذلك هو الرأس ، ومسح الرقبة بعد ذلك بماء جديد ، ثم تغسل الرجلين ، وتخلل بين أصابعها ، وتغسل بطونهما وعرقوبهما ، وهذا كله بعد تقديم التسمية في الابتداء ، والنية عند الشروع في غسل الأعضاء.
اللهم إن وضوئي هذا لتأدية ما أمرتني به من الفرض والنفل طاعة لك