اعمل من أول النهار إلى الظهر ولك كذا ، وقال لآخر : اعمل من الظهر إلى العصر ولك كذا ، ثم قال لثالث : اعمل من العصر إلى المغرب بكذا وكذا ، فغضب الأولان وقالا : عملنا أضعاف ما عمل وضوعف له الأجر ، قال عليهالسلام : وكذلك اليهود والنصارى غضبوا لما خص الله به هذه الأمة من مضاعفة الأجر» وعلى سبيل الجملة نحن نعلم أن الآصار والتكاليف على الذين كانوا قبلنا أشق وأكثر ، وأعمارهم كانت أطول ، ونحن نعلم أن أمة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أفضل الأمم وأكثرها ثوابا ، وأحسنها منقلبا ومآبا ؛ وإنما تنكر هذه الفرقة العمياء الضالة عن منهاج الهدى التي عادت أدلتها وهداتها ، وفارقت حماتها ورعاتها ، فتاهت في أودية الضلال ، وباعت الماء بالآل (١) ، فلم تباشر يد اليقين ، ولا كتبت في ديوان المتقين ، فنعوذ بالله من الزيغ والزلل ، ونسأله الثبات في القول والعمل ، وأنت تعلم أيدك الله أن نوافل نوح عليهالسلام أكثر من نوافل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وفرائضه أضعافا مضاعفة ؛ فأعطاه الباري سبحانه بقليل العمل في جنب ما قدمنا كثير الأجر ، كما صح عندنا ولا اعتراض على الحكيم بعد ورود النص لأن طالب العلة يبنى على أصل فاسد وهو : أن الفضل ليس إلا بعمل ؛ وقد بينا بطلانه في الشرح في مواضع كثيرة.
[حرية الإمام]
وتاسعها : سأل أيده الله عن شرطنا الحرية في الإمام. قال أيده الله : ولا يصح ملك أحد من أهل البيت عليهمالسلام؟
الجواب عن ذلك : أن هذا العلم مضبوط الأصول ، محقق الأركان
__________________
(١) السراب.