ولقد روى لنا بعض الصالحين عن حي القاضي العالم سليمان بن شاور رحمهالله أن الناس كانوا متى خاضوا في أهل البيت عليهمالسلام والقائم منهم قال لي : منهم إمام متى دعا أجبته فإذا سئل من هو قال : حمزة بن سليمان.
والذي علمنا من أمره جملة بالمشاهدة وما تقضي به صورة الحال التي يعقلها بالمشاهدة أنه كان من جملة العلماء وعبادته وتهجده شاهدناه وعايناه ، فأما كرمه ومروءته فمما لا يتمارى فيه من عرفه أو سمع به ثم ما علا من أب كان أعلى إلى أن ينتهي النسب إلى رسول الله الملك الأعلى سلام الله عليهم.
وإنما ذكرنا ذلك ليشتد حرص الأبناء على حفظ هذا النسل الشريف من دنس الأوزار ، وأعمال أهل النار ، التي نزهت منها الذرية الزكية وتباعد عنها خيار البرية ، وقد حرضنا الأولاد الذكران بما أمكن ، وجعلناه نظما فهو أمتع وصية وأرفع ، وكان للبنات حق كما هو للبنين والكل من ذرية النبيين سلام الله عليهم أجمعين ، وإنما أردنا ذلك للخروج عن عهدة ما يلزم لهم بحق الولادة وحسن التربية ، وذكرنا لكل ما يليق به ، فأمرنا الرجال بمكارم الأخلاق ، والصبر في مواطن الجلاد ، والدفاع عن الدين ، وحفظ الجار والصاحب ، وإكرام الضيف ، والحلم عن السفيه ، وجمع العلم وتعظيم أربابه ، وطاعة الأئمة والأمراء إن كانوا مأمورين ، وحسن السياسة إن كانوا آمرين ، ومنابذة الفرق الضالة عموما والفرقة المرتدة الغوية المسماة بالمطرفية خصوصا ، ورعاية حق ابن العم والصاحب ، ولم نذكر لهم الأخ ، لأنا استعظمنا أن يجفو الأخ أخاه ، وأن يخص على هذا الأشراف والرؤساء ، وعلمنا من نفوسنا أنا كنا لأخوينا وهم لنا بحيث لا سبيل إلى مجال متسع في ذكر البر والنصفة بيننا