المتبحّر في أصول الدين ، فقد حسم داءهم علماء أهل الشرع المبين ، وأوهنوا أمرهم بتحريم المصالحة لهم ، فذبل عود حيلهم في صدورهم وخابت آمالهم ، وكذبت ظنونهم أتعسهم الله تعالى وشدّد (١) في ذلك علماء أهل البيت عليهمالسلام السابقون منهم ، والمقتصدون أفتوا بتحريم مصالحتهم ، والرؤية لهم مواجهة على طريق الهدنة ، والدخول في ديارهم ، وغلّظوا القول في ذلك وشددوا ، شدد الله وطأتهم ، وأنار برهانهم.
فمن السابقين : السيد الإمام أبو الرضى المدفون بأسفجين من ناحية ديلمان ، وكان قيامه قبل المؤيد بالله عليهالسلام وقرأ السيد أبو طالب عليهالسلام كتاب (الأحكام) للهادي عليهالسلام وكان محيي علوم القاسمية قدّس الله أرواحهم وذلك الفتوى كان مشهورا بناحية ديلمان على عهد خروج (م) بالله قدس الله روحه.
ومنهم : الحسين بن محمد بن أحمد بن الناصر للحق عليهالسلام الخارج بهوسم ، محيي دين أبيه الناصر للحقّ ، وناعش دين الإسلام في أيامه.
ومنهم : السيد الشهيد : الهادي إلى الحق ابن أبي الحسن الحقيني عليهالسلام وبلغ تشدده في ذلك إلى أن قال : لما أخبرنا القاضي مروان الديلمي كاتب الملاحدة وراسلهم برقعة اتهموه بها ، فغضب قدّس الله روحه غضبا حمله على أن قال : اللهم ، إنك تعلم أن يدي لا تبلغ إلى القاضي مروان ، فإن كان هذا الذي رووه صدقا فأحضره مجلسي هذا لأصلبه فيك ولك. فلم تمض أيام إلا قدر المسافة التي كانت بينه وبين القاضي مروان حتى حضر القاضي
__________________
(١) في (ب) : وتشدد.