الفصل الأول
في جواز رؤية الله ـ تعالى ـ عقلا
والّذي عليه إجماع
الأئمة من أصحابنا أن رؤية الله ـ تعالى ـ غير ممتنعة عقلا ؛ بل [هى ] جائزة في الدنيا ، والأخرى ، وهل الرؤية في الدنيا جائزة
سمعا؟. فمما اختلف فيه.
فجوزه بعض مثبتى
الرؤية ؛ وأنكره آخرون.
وذهب بعض من أثبت
جواز الرؤية إلى امتناعها في الدنيا. وهل يجوز إطلاق القول بأن الله ـ تعالى ـ يجوز
أن يكون مدركا؟
فذهب القلانسى ،
وعبد الله بن سعيد : إلى المنع من ذلك ، وجوزه باقى أصحابنا ، وهل يجوز أن يرى في
المنام؟ فجوزه بعض المثبتة للرؤية ، وأنكره آخرون.
والحق أنه لا مانع
من هذه الرؤية ، وإن لم تكن رؤية حقيقية. ولا خلاف بين أصحابنا أن الله ـ تعالى ـ يرى
نفسه وجوبا.
وأما المعتزلة ، والخوارج ، وجماعة من الرافضة : فقد أجمعوا على امتناع
رؤية البارى عقلا لذوى الحواس ، واختلفوا في رؤية الله ـ تعالى ـ لنفسه. فذهب
الأكثرون إلى المنع من ذلك ، وجوزه الأقلون.
__________________