وأما
من جهة المعنى : فهو أنه فسر أمره بقوله : (كُنْ) ، وكن مركب من حرفين مترتبين ؛ وذلك في غير الحادث محال.
سلمنا دلالة / ما
ذكرتموه على قدم الأمر ؛ ولكنه استدلال بالكلام على الكلام ، وإثبات الشيء بنفسه
ممتنع.
سلمنا صحة
الاستدلال به ؛ ولكنه معارض بما يدل على كون القرآن محدثا ، وبيانه من جهة النص ،
والإجماع ، والمعنى.
أما
من جهة النص : فقوله ـ تعالى ـ : (ما يَأْتِيهِمْ مِنْ
ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) . والذكر هو القرآن بدليل قوله ـ تعالى ـ (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) .
وأيضا قوله ـ تعالى
ـ (اللهُ نَزَّلَ
أَحْسَنَ الْحَدِيثِ) . وقوله ـ تعالى ـ (إِنَّا جَعَلْناهُ
قُرْآناً عَرَبِيًّا) . وقوله ـ تعالى ـ (وَكانَ أَمْرُ اللهِ
مَفْعُولاً) والجعل ، والفعل ؛ دليل الحدوث.
وأيضا ما روى عنه عليهالسلام. أنه قال : «كان الله ولا شيء ثم خلق الذّكر». وأيضا ما
روى عنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه قال : «ما خلق الله شيئا أعظم من آية الكرسى ». وما روى عنه عليهالسلام أنه كان يقول : «يا ربّ طه ، ويس ، وربّ القرآن العظيم» .
وأما
من جهة الإجماع : فهو أن الأمة من السلف مجمعة على أن القرآن مؤلف من الحروف ، والأصوات ،
ومجموع من سور ، وآيات ، ومن ذلك سمى قرآنا ، أخذا من
__________________