القطب
الثالث : في أفعال الله تعالى. وفيه سبعة دعاوى وهو انه لا يجب على الله تعالى التكليف ولا
الخلق ولا الثواب على التكليف ولا رعاية صلاح العباد ولا يستحيل منه تكليف ما لا
يطاق ولا يجب عليه العقاب على المعاصي ولا يستحيل منه بعثه الأنبياء عليهمالسلام ؛ بل يجوز ذلك. وفي مقدمة هذا القطب بيان معنى الواجب
والحسن والقبيح.
القطب
الرابع : في رسل الله ، وما جاء على لسان رسولنا محمد صلىاللهعليهوسلم من الحشر والنشر والجنة والنار والشفاعة وعذاب القبر
والميزان والصراط. وفيه أربعة أبواب :
الباب الأول : في
إثبات نبوة محمد صلىاللهعليهوسلم.
الباب الثاني :
فيما ورد على لسانه من أمور الآخرة.
الباب الثالث : في
الإمامة وشروطها.
الباب الرابع : في
بيان القانون في تكفير الفرق المبتدعة.
التمهيد الأول
(في بيان ان الخوض في هذا العلم مهم في الدين)
اعلم أن صرف الهمة
إلى ما ليس بمهم ، وتضييع الزمان بما عنه بد هو غاية الضلال ونهاية الخسران سواء
كان المنصرف إليه بالهمة من العلوم أو من الأعمال ، فنعوذ بالله من علم لا ينفع.
وأهم الأمور لكافة الخلق نيل السعادة الأبدية واجتناب الشقاوة الدائمة ، وقد ورد
الأنبياء وأخبروا الخلق بأن لله تعالى على عباده حقوقا ووظائف في أفعالهم وأقوالهم
وعقائدهم. وأن من لم ينطق بالصدق لسانه ولم ينطو على الحق ضميره ولم تتزين بالعدل
جوارحه فمصيره إلى النار وعاقبته للبوار. ثم لم يقتصروا على مجرد الإخبار بل
استشهدوا على صدقهم بأمور غريبة وأفعال عجيبة خارقة للعادات