وعطايا الله تتزايد ، وهي ـ بعد ذلك ـ ليلة السّلام التي يعيش فيها الإنسان روحية السّلام مع نفسه ومع الناس ، لأنها تحولت إلى معنى السّلام المنفتح بكل معانيه على الله ، ليكون بردا وسلاما على قلب الإنسان وروحه ، ليعود طفل الحياة الباحث عن الله.
* * *
ليلة القدر سلام للروح
(سَلامٌ هِيَ) فليس فيها أيّ معنى يوحي بالشرّ والبغض والأذى مما يرهق مشاعر السّلام للإنسان. إنه سلام الروح الذي يمتد في روحانية هذه الليلة ، في كل دقائقها وساعاتها في رحمة الله ولطفه. (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) ليبدأ يوم جديد يتحول فيه الإنسان ـ في ما أفاض الله عليه من روحه وريحانه ـ إلى إنسان جديد ، هو إنسان الخير والمحبة والسّلام ، في آفاق الله الرحمن الرحيم الذي هو السّلام المؤمن العزيز الجبّار المتكبر.
وتلك هي ليلة القدر التي قد يكون لها موعد معيّن معلوم ، لأن الله ربما أخفاها في الليالي ، لينطلق العباد في أيامه ، ليصلوا إليها ، ليتعبدوا إلى الله في أكثر من ليلة ، لاحتمال أنها ليلة القدر ، حتى يتعوّدوا أن تكون لياليهم في معنى ليلة القدر ، في العبادة والخضوع والقرب من الله. وذلك ما يريده الله لعباده ، أن يقربوا إليه ، ويلتقوا به ، ليصلوا إليه بأرواحهم وقلوبهم ، لأنهم لا يملكون الوصول إليه بأجسادهم.
* * *
النظرة الشعبية لليلة القدر
وقد تكون من مشكلة الوعي الشعبي لهذه الليلة ، أن الناس يتطلعون