يعرج ـ من خلالها ـ بروحه إلى الله.
(أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى) أي إن كان هذا الإنسان الذي يصلي ، ويأتي هذا المنحرف الضالّ لينهاه عن صلاته ، أرأيت إن كان سائرا في خط الهدى ، (أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى) في دعوته إلى الله ، وفي أمره للناس بالتقوى ، كيف يواجه الموقف الذي يقفه منه؟ وهل يعرف ما هي النتائج السلبية الصعبة التي ستحدث له من خلال ذلك؟
(أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) هناك تفسير آخر ، بأن يكون الضمير راجعا إلى الناهي ، لو كان من المهتدين الآمرين بالتقوى ، وهو يعلم بأن الله يراه ، ما ذا كان يجب أن يفعله ، وهل ينهى هذا العبد عن الصلاة أو يأمره بها؟ وهو معنى غير واضح من سياق الآيات.
(أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرى) ويطّلع على كل نشاطه الاستكباريّ التخريبي في ما ينهى به عن عبادة الله ، فكيف يأخذ حريته في ذلك ، وكيف لا يخاف من عقاب الله في يوم القيامة؟
* * *
مصير من ينهى عن المعروف
(كَلَّا) فليس الأمر كما يتوهم من هذا الشعور المطمئن بالنتائج الإيجابية لمصلحته ، (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ) عن سلوكه الطاغي (لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ* ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ) الناصية شعر الجبهة ، والسفع الجذب بشدّة ، وكانت العرب تأنف من الشد بالناصية ، أو الجرّ بها ، وتعتبره مظهرا للإذلال والتحقير ، لأنه من شؤون الحيوان لا الإنسان ، ومعناه ، فليرتدع هذا الإنسان عن غيّه ، وإلّا فسنشدّه إلى جهنم بناصيته.
(فَلْيَدْعُ نادِيَهُ) أي مجلسه ، والمراد به قومه وأتباعه الذين يحضرون