مخلوق حيّ مسئول ، فالناس في الدنيا خاضعون في ضعفهم وقوتهم لتقدير الله وتدبيره وإرادته ، فلا يملكون شيئا لأنفسهم من نفع أو ضرر ، ولا استقلال لهم في شيء من ذلك ، ولا استغناء لهم عنه ، بل هو السرّ في وجودهم بكل دقائقه ، لأنه الخالق لهم ، والمدبّر لأمورهم ، ولن تنتهي حاجتهم إليه بالموت ، لأن الله سيبعثهم من جديد ، وسيواجهون الموقف أمامه ليقدّموا حساب أعمالهم ، وليسألهم عن طغيانهم النفسي والعملي ، في ما أولاهم من النعم التي كان من المفروض أن يفهموا عمق الحاجة إليه من خلالها ، بدلا من أن يخيّل إليهم غناهم عنه واستقلالهم بأنفسهم ، فلا يجدون لذلك جوابا ، وستقوم الحجة عليهم من الله ليواجهوا الموقف الصعب الذي يؤدي بهم إلى النار ، إذا لم يغفر لهم ذلك.
* * *