(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) وهذه هي الحقيقة الوجودية التي تؤكد على أن كل الحالات الصعبة في الحياة لا دوام لها ، لأنها لا تنطلق من عمق جذريّ في الوجود ، بل تنطلق من أوضاع طارئة في ما هو السطح المتحرك في الواقع ، أو في ما هي الحالات التي تختزن في داخلها مختلف المتغيرات التي توجب اختلاف الأوضاع بين المواقع. ولذلك ، فإن على الدعاة إلى الله ، سواء كانوا رسلا أم أوصياء أم علماء أم مرشدين ، أن لا يتعقّدوا من كل المشاكل التي تحدث لهم ، ومن كل الجهد الذي يحدث لحركتهم ، ومن كل العسر الذي يحيط بهم ، بل أن يدرسوا سنة الله في الكون ، في ما أودعه في حركة الحياة والمجتمعات من قوانين عامّة ، ليروا أن مع العسر يسرا ، وأن مع التعب راحة وأن مع الثقل خفة ، لئلا يسقطوا أو ييأسوا.
* * *
الرغبة إلى الله
(فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) واجلس مع الله جلسة دعاء وابتهال وخشوع ، واجهد نفسك في ذلك ، حتى تأخذ من هذا التعب راحة النفس وطمأنينة الروح ، لأن في العيش مع الله كل القوّة وكل الراحة ، وكل الاطمئنان وكل الرضى.
(وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ) في كل أمورك ، سواء كان ذلك الأمر أمر الدعوة أو أمر الحياة أو الذات ، لأن الله هو المهيمن على الأمر كله ، وهو الذي يرغب إليه ولا يرغب عنه ، وهو الذي يجده الناس عند حاجاتهم ومشاكلهم ، ليقضي حاجاتهم ، ويحل مشكلاتهم ، وهو الرحمن الرحيم.
* * *