(الْعِمادِ) : ما تعتمد عليه الأبنية.
(جابُوا) : الجوب : القطع.
(لَبِالْمِرْصادِ) : المرصاد : الطريق ، المكان الذي يرصد منه ويرقب.
* * *
القسم بالأزمنة .. وعمق الطهارة الروحية
(وَالْفَجْرِ) أقسم بالفجر ، هذا الزمن الخارج من قلب الليل ، الذي يلتقط حبّات النور التي تنثرها الشمس من بعيد ، لتذكر الكون بأن هناك ، في حركة الشروق في شعاعها ، ميلاد يوم جديد. إنه الزمن الذي يتنفس فيه الكون لهاث الليل وشهيق النهار ليبدأ الإنسان صلاته لله ، ليطهّر بها قلبه وروحه وضميره ، وليعدّ نفسه للمسؤوليات الكبار التي تنتظره في مواعيد الشروق أي النهار ، ليكون زمن التخطيط للحركة والاندفاع نحو العمل.
(وَلَيالٍ عَشْرٍ) هذه الليالي التي تأخذ قيمتها من خلال الرعاية التشريعية الرسولية المنطلقة من وحي الله ، لتجعل منها أزمنة تحمل معنى الطهارة ، وترتفع فيها العبادة ، وتخشع فيها النفوس ، وتصعد فيها الأعمال ، وتوحي بعمق روحيّ مميّز ، فلا خصوصية لها في ذاتها ، ولكن في ما منحها الله من عنايته ، ومن موقع القرب فيها إليه ، ولكن أين هي؟ قيل : إن المراد بها الليالي العشر من أول ذي الحجة إلى عاشرها ، وقيل : المراد بها الليالي العشر من أول المحرم ، وقيل : المراد بها عبادة ليال عشر على تقدير أن يراد من الفجر صلاة الفجر.
(وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ) قيل : إن المراد بهما صلاتا الشفع والوتر في آخر الليل ، وقيل : مطلق الصلاة ، ففيها شفع وفيها وتر ، وهناك أقوال أخر.