(لاغِيَةً) : اللغو من الكلام ما لا يعتدّ به.
(وَنَمارِقُ) : ووسائد.
(وَزَرابِيُ) : بسط فاخرة.
(مَبْثُوثَةٌ) : مبسوطة ومنشورة.
* * *
(حَدِيثُ الْغاشِيَةِ)
(هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) وهي القيامة التي تفنّن التعبير القرآني عنها ، للإيحاء بالأجواء التي تنطلق في مشاهدها وأهوالها وصدماتها الواقعية ، ليواجهها القلب البشري ، من خلال ذلك ، بالخوف الشعوري الذي يدفع إلى المزيد من التفكير ومن التركيز ، للوصول إلى مسألة الإيمان والانتماء إليه بكل قوّة. ولعل التعبير عنها بالغاشية من خلال أنها تفرض نفسها على واقع الناس هناك ، فتغشاهم وتحيط بهم ، كما يحيط الغشاء بالموقع كله ، أو لأنّ أهوالها الشديدة تغشاهم فتحول بينهم وبين الرؤية في شدّة تأثيرها عليهم ، فتبدو للعيون كالدخان الذي يحجب الأفق بكثافته ..
وإذا كان الخطاب للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كما يروى أنه مرّ على امرأة تقرأ : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) فقام يستمع ويقول : «نعم قد جاءني» ، فإنه ليس مختصا به بالمضمون ، بل هو شامل لكل الناس الذين يبلّغهم النبي ذلك ، فيأتيهم كل ما يأتيه ، ويخاطبهم بكل ما يخاطبه به ، لأن المضمون لا يتوجه إليه كرسول ، بل كإنسان مسئول ، لا بد من أن يتحمل مسئولية نفسه من خلال القناعة الفكرية الباحثة عن الحق أينما كان.
* * *