المرحلة ، بل هي مسألة الإنسانية كلها في ما تحتاجه من رسالة الله ، ومسألة الزمن كله ، في ما يخضع له من إشراف الوحي على حركة الأوضاع العامة والخاصة المتحركة فيه (إِلَّا ما شاءَ اللهُ) لأنك خاضع لمشيئته دائما ، كما هي كل حركة الوجود في مختلف أوضاعها في خضوعها للتدبير الإلهي ، فلا تظننّ أنك بمنأى عن الإمكانات المتحركة المتطورة في ما يمكن أن يعرض عليك من طوارئ ، بل عليك أن تترقب المتغيرات التي قد تحدث من خلال مشيئة جديدة لله في أمرك ، في ما يريد الله من قضايا في خطوط التدبير الإلهيّ.
وذلك هو الخط القرآني العريض الذي يعمل على أن يؤكد في خط العقيدة التوحيدية ، في ما يتضمنه الوعي الإنساني في ذلك ، الحاجة المطلقة لله في كل الحالات الإنسانية ، فلا يستسلم للثقة بقدرته ووضعه المستقر ، بل يبقى منتظرا للمشيئة الإلهية في ما يخفى من بواطن الأمور ، لأن الله هو الذي يعلم الغيب كله ، كما يعلم الحس كله ، (إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَما يَخْفى) فهما سيّان لديه ، لأن كل ما في داخلهما جزء من خلقه ومن إرادته ، فهو الذي يقرّر للإنسان ما يختاره من ذلك كله.
وقد نستوحي من التأكيد على الإقراء مع عدم النسيان ، أن عملية الوعي الحاضر للقرآن واستيعاب آياته وحفظه في دائرة الاستغراق في كلماته ومعانيه ، يمثل قاعدة قرآنية إسلاميّة للدعاة إلى الله ، لا بدّ لهم من أن يتوفّروا عليها باعتبار أنها تمثل الأساس في القاعدة الفكرية النفسية لإبلاغ الرسالة في وعي عامل حاضر للمصدر الأساس للرسالة وهو القرآن.
* * *
(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى)
(وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى) وهذه المسألة الثانية التي تعهّد الله لرسوله أن ييسرها