الطاعة لله وحده
وهذا فصل جديد من السورة ، يتحرك في خط المنهج الأقوم في المبادئ الأخلاقية العامة التي يريد الله لها أن تحدد للإنسان القاعدة العملية التي تركز شخصيته على أساس ثابت في علاقته بالله وبنفسه وبالآخرين ، ليواجه الحياة من خلال حدود الله التي أراد لعباده أن لا يتجاوزوها.
(وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) هذا هو الخط الأول الذي يمثل القاعدة العامة التي تتفرع منها كل الخطوط ، وهو توحيد العبادة لله ، من خلال ما تمثله من الخضوع والطاعة والاستسلام لأوامره ونواهيه في كل شيء ، ومن التمرد على كل الإرادات الأخرى التي تحاول أن تثير في داخله روح الخضوع للطغاة والمستكبرين والشهوات والنزوات التي تجري في حياته مجرى الدم في العروق ، وبذلك يواجه الإنسان الأشياء والأعمال والعلاقات من هذا الموقع الذي يضع الحد الفاصل بين طاعة الله ومعصيته ، فيتحرك مع الطاعة لله ، لأنها التجسيد العملي الحيّ للعبادة ، ويتمرّد على معصية الله ، لأنها المظهر الواقعي للانحراف عن العبادة التوحيدية.
* * *
مبادئ التعاملي الأخلاقي مع الوالدين
(وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) وهذا هو الخط العملي الثاني الذي يثير في الإنسان الإحساس به ، عند ما يستشعر الإحساس بالله ، فإذا كان الله هو السبب الأعمق في وجوده ، فإن الوالدين يمثلان السبب المباشر لهذا الوجود ، وإذا