(زُخْرُفٍ) : زينة.
(تَرْقى) : تصعد.
* * *
الأنبياء والتصور المنحرف عنهم
لعل مشكلة الأنبياء هي في التصور المنحرف لدى الناس الذين كانوا يعيشون معهم عن فكرة النبوة والنبيّ ، فقد كانوا يعتقدون بأن النبوّة حالة غير عادية ، باعتبارها تفويضا إلهيا للنبيّ ، فقد كانوا يعتقدون بأن النبوّة حالة غير خرقة ، لأنه وكيل تفويضا إليها للنبيّ بأن يتحرك في الأرض مع الناس بقدرة خارقة ، لأنه وكيل الله لدى الإنسان ، فيجب أن يتمتع بإمكانات عظيمة يغيّر بها الكون ، ويحكم بها الحياة ، فيعمل كل ما يريد ، أو ما يراد منه ، من تغيير ظاهرة كونية ، أو الإتيان بما يعجز البشر عن مثله.
لذا كانوا يتصوّرون أن النبي لا يمكن أن يكون بشرا ، وكون محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم لا يملك مثل هذه القدرة المطلقة ، فقد مثل ذلك مشكلة في علاقة الناس به وإيمانهم برسالته ، مما أثار في فكرهم حالة شكّ أو استهزاء. وفي هذا الاتجاه ، كان حوار قريش مع النبي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم حول مسألة الرسالة ، وشروطهم للإيمان بها وبه ، من خلال ما كانوا يسمعونه من معجزة موسى أو عيسى ، وغيرهما من الأنبياء عليهمالسلام في ما يدهش الفكر ويخطف البصر من خوارق العادة ... وإذا كان القرآن هو المعجزة التي جاء بها النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فإنهم لا يرون في ذلك حالة غير عادية ، لأنها لا تتصل بالظاهرة الكونية ، بل ترتبط بالعنصر الغني للتعبير ، مما يمكن أن يكون قمة في الإبداع لا يبلغها أحد ، ولكنها لا تتلاءم مع معجزات الأنبياء الآخرين ، ولا تغيّر أية