عجزهم الذاتي عن الاستجابة لهم ، لا للحديث عن نفي الفعلية في الزمن المعيّن ، فلا مجال لورود الإشكال من الأساس.
وأما القول بأن الله يستجيب للإنسان إذا انقطع إليه ، فهو غير دقيق لأن عدم الاستجابة لا ينحصر بصورة فقدان التوجه القلبي والروحي إلى الله ، بل قد يكون من جهة عدم المصلحة فيه للداعي ، أو لوجود المانع من جهته ، أو من جهة النظام الكوني للحياة.
وقد حاول بعضهم أن يثير أمام هذه الآية إشكالا آخر ، وهو أن الظاهر من الآية ، أن المقصود بهؤلاء هم الجن والإنس والملائكة ونحوهم من المخلوقات الواعية العاقلة ، بقرينة الآية الثانية الآتية. وفي هذا المجال لا يمكن نفي قدرتهم مطلقا ، لأن لهم قدرة خاصة ، ولو بمعونة قدرة الله ـ كما يعتقد هؤلاء القائلون بألوهيتهم ـ فكيف يمكن نفي القدرة مطلقا؟ وبذلك قال بأن الظاهر هو نفي القدرة المستقلة.
ولكننا نلاحظ على ذلك ، بأن المسألة ترتكز على إلغاء قدرتهم الخاصة ، الخاضعة في وجودها لله ، المتحركة بإرادتهم ، والإيحاء بأنها لا تملك أن تقدم إليهم شيئا ، إذا لم يأذن الله بذلك بطريقة غيبيّة ، لأن ما يملكونه من القوّة لا يقوم به لو أرادوا ذلك ، لأن الأمر من اختصاص القوة الإلهية التي لم يعطها لأحد من عباده بطريقة ذاتية مستقلة.
* * *
حاجة الآلهة تطردها عن موقع الشريك
(أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ) من هؤلاء الآلهة ، لا يشعرون أمام الله بأيّ