إلى العراق ومعه (أمير طيىء) (١) ومن هذا القبيل أن بعض أمراء الجيش قال لسلطان مصر بعد عزل أمير طيىء ونصب غيره ان الفرصة سانحة ان نوقع بالامير المعزول فقال له اياك ثم اياك ان تعيد مثل هذا القول او تفوه به. وظهر الجواب في التجاء الامير المعزول الذي رأى نفرة من دولته ما رأى فمال إلى العراق.
ومن ذلك ما وقع لشيخ الاسلام ابن تيمية حينما غضبت عليه الدولة المصرية لمسائل دينية سخط بها بعض العلماء عليه ، فجاء أمير طيىء ملتمسا العفو عنه فأجيب طلبه مع أن السلطان كان في حذر من مخالفة العلماء مع الرغبة في أن يكون بنجوة من التضييق عليه. خاف أن يميل الامراء مع أحد فيعلن سلطنته ، ومن ثم تكون الوقيعة به. ففي هذه المرة رأى الخوف من أمير طيىء اكبر فيما لو خالفه. واعتقد ان خطر مخالفته صار أشد ضررا من مخالفة العلماء الذين هم تحت مراقبته والاتصال به.
ومن الامثلة ان دولة مصر أدخلت أمر العشائر في الصلح المعقود بينها وبين المغول. وان لا يتدخل بشؤونها للغاية نفسها والخشية من اثارة القلاقل من طريقها كما وقع ذلك فعلا في حوادث سابقة ...
ولعل هذا اول اتفاق دولي لمنع العشائر من التدخل في أمور الدول في الحدود لايجاد قلاقل أو أحداث نزاع قد يؤدي إلى حرب بين دولتين متجاورتين.
وهكذا تجري الامثلة في الحوادث العديدة التي لا تحصى ... ولا شك ان تاريخ الامارة يشعر بسياستها الداخلية والخارجية. وفي تاريخ الجلائرية والتركمان ما يعين الاوضاع أمثال هذه.
وفي العهد العثماني استخدمت الدولة عشائر الكرد ، وعشائر العرب لحروبها ، أو للقيام بأمر بسط سيطرتها في الوقائع. وهذا كثير في التاريخ
__________________
(١) تاريخ العراق بين احتلالين ج ١.