كل ما يرضاه الرحمان ، (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ)!
ولماذا نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم؟ ل :
(إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩ إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) ١٠٠.
ف «آمنوا» متمثل في قراءة القرآن ، وهنا نعرف المعني منها انها قراءة التفهم فالتصديق والايمان ، (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) متمثل في استعاذتهم ، وهنا نعرف انها ليست فقط لفظة تقال والقلب خاو ، فالإيمان بالله والتوكل على الله على ضوء كتاب الله هو الضمان الأمان عن سلطان الشيطان ، فكل من الايمان دون توكل والتوكل دون ايمان خاويان ، وسلطان الشيطان مستقر فيهما كما كان فيمن يفقدهما معا ، مهما اختلف سلطان عن سلطان ، فالإيمان في بعدي الجنان والأركان يتكفل الواجهة الاختيارية للإنسان قدر الإمكان ، ثم التوكل ضمان لبقاء الايمان وتكامله.
وليس سلطانه أية وسوسة منه تحمل المؤمن على لمم ام يزيد ، بل هو سلطان له على اصل الايمان ، ان يتولاه المؤمن ويشرك به ، كما هو المستفاد من الحصر (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) : (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ. إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ. وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) (١٥ : ٤٣) والمؤمن العاصي ليس من اهل الجحيم ، فليست الغواية بسلطانه إلّا خروجا عن سلطان الرحمن الى سلطان الشيطان بزوال الايمان.
إذا «فليس له ان يزيلهم عن الولاية (الإلهية) فأما الذنوب وأشباه ذلك فإنه ينال منهم كما ينال من غيرهم» (١) فقد «يسلط والله من المؤمن
__________________
(١) نور الثقلين ٣ : ٨٦ في تفسير العياشي عن حماد بن عيسى رفعه الى أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن قول الله : انما سلطانه .. قال : ليس له ...