بطاقاتك البدنية.
ثم وأحرى من الأرزاق المادية هي المعنوية أن تنفعهم بعقلك وعلمك وتدبيرك وخلقك وتقواك لتقوى ما ضعف منهم دون ان تضعف أنت في ذلك الإنفاق.
وترى إذ لا يكون منذ الموت بيع ولا خلال ، فكيف تنفع العبادات الاستيجارية تاركيها بعد الموت؟.
أقول : انها تنفع على شروط وفي ظروف خاصة نفعا قليلا ، وليس البيع هنا من التاركين لها ، وانما من الوارثين له استيجارا ومن العاملين ايجارا ، استجابة لدعائهم ان كانت صالحة ، ولتفصيل البحث عنه محله الأنسب.
(اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقاً لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ)(٣٢).
«الله» مرفوعا دليل انه بديل عن «الله» في (يُثَبِّتُ اللهُ ..) «ويضل الله ويفعل الله» ثم يلحقه وعلى هامشه «الله» في (نِعْمَتَ اللهِ .. وَجَعَلُوا لِلَّهِ .. قُلْ لِعِبادِيَ) تعديدا لنعم ناعمة قائمة في الكون خلقا وتسخيرا وإيتاء من كل ما سألتموه ، ثم (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها) ولا سيما النعمة القمة وهي التثبيت (بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ..).
(وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ)(٣٣) تسخيرا لصالحكم خلقا منه وسعيا منكم ثم :
(وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ لا تُحْصُوها إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)(٣٤).