الاسلامية ، ف (إِنَّما جُعِلَ السَّبْتُ عَلَى الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ) حكما تأديبيا مؤقتا كما اقترحوا خلاف مرضات الله ، وكما فعلوا في البقرة فشدّ الله عليهم كما شدوا (وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) أصولا وفروعا ، عقائديا وعمليا.
(ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ١٢٥.
هنا القرآن يرسي قواعد الدعوة الى سبيل ربك ، بالحكمة والموعظة الحسنة ، وحين تفشل الدعوة بصلابة المدعوين وصلاتتهم ، فلكي لا يتغلبوا على الحق فيضلوا أصحابه فبقاعدة واحدة (وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وهذه الثلاث هي اركان الحوار مع الناس ـ المهتدين وسواهم ـ لا سواها.
فانما الجدال مع المنازع المكابر حتى يحيد عن كيده ولا يميد في غيه وإضلاله ، واما الذين هم على الفطرة السليمة ، المتحرين عن الحقيقة بدرجاته ، ام غير المناوئين للحق مهما لم يتحرّوا عنه ، فهم تكفيهم الحكمة عقلية او علمية او عملية ، او الموعظة الحسنة ، ام تكفيهم هذه المجموعة الأربع ، فلا يجادلون في الحق حتى يجادلوا.
كل ذلك ل (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ) فلا يفيقه ويصده عن طيشه الا جداله بالتي هي احسن (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) فلا تهديهم الى سبيل ربك الا الحكمة والموعظة الحسنة
ثم الحسنة ليست صفة ـ فقط ـ للموعظة ، حيث الحكمة أحوج الى الحسنة من الموعظة التي هي بطبيعة الحال حسنة ، ومن حيث الضابطة الأدبية اللام الداخلة على الحسنة موصولة وتتحمل صلتها الإفراد والتثنية والجمع حسب القرائن الموجودة ، متصلة ومنفصلة ، ثم الحسنة مع غض