(وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ٦٨ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ٦٩
«واوحى» إلهاما الى الغريزة «ربّك» الذي رباك بأعلى قمم الوحي «الى النحل» وحيا من أدناه تكوينا غريزيا وأدنى منه للأرض : (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها) بمجرد الرمز لكيانها فأصبحت مسجّلة الأصوات والصور دون غريزة أم فوقها ، وفوقه الوحي إلى الصالحين إلهاما في إنباء دون نبوة ووحي رسالة كما (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (٢٨ : ٧) وفوقه الوحي إلى المعصومين ، وحي رسالة ونبوة كسائر المرسلين ، ام وحي إلهام كسائر المعصومين ، مهما يفوق الإلهام إلى بعضهم كلّ وحي فيما سوى الرسالة المحمدية كما ألهم الى الأئمة الإثني عشر والصديقة الطاهرة. صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
والوحي على أية حال هو إشارة في رمز لا يعرفه غير المرموز اليه أمن هو إليه ، سواء أكان بإشارة كلام ، ام عضو ، كما في وحي خلق الى خلق (فَأَوْحى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) (١٩ : ١١) بل و (إِنَّ الشَّياطِينَ لَيُوحُونَ إِلى أَوْلِيائِهِمْ) (٦ : ١٢١) فهو يعم وحي الخير والشر.
ام اشارة تكوينية دون لفظ كما في الوحي للأرض والى النحل فانه رمز خاص في تكوينهما ، ام بلفظ وسواه كما في وحي الإلهام ووحي النبوة ، فكل ذلك من الوحي ، إلا انه اختص من وجهة اخرى برجالات الوحي ، ولكيلا يختلط مع سائر الوحي فيما يطلق اللهم إلا بصارف كما في آيات عدة مضت واضرابها ، فحتى الإلهام الى الأئمة المعصومين الكرام لا يسمى في العرف الديني وحيا ، بل والوحي الى من سوى محمد (ص) كأنه ليس