على بدنه ولا يسلط على دينه» (١) : قضاء عليه ام نيلا منه تركا له الى دين الشيطان ، ومهما اخطأ المؤمن بوسوسته ليس ليستسلم له متوليا له ولاية المحبة ام ولاية السلطة ، بل يتولى عنه إذا مسه : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ. وَإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ) (٧ : ٢٠٢).
وكما أن مس الشيطان مس للروح ، كذلك التذكر الذي يطرده دحرا هو تذكر الروح سلبا بالاستعاذة وإيجابا بالبسملة ، مهما استعاذ وبسمل بلسانه ، كما بقلبه وسائر أركانه ، فالأصل هو القلب ثم القالب ومن ثم اللسان الحاكي عنهما ، استعاذة مثلثة الزوايا ، قاعدتها القلب ، وعمودها القالب واذاعتها اللسان والله خير مستعاذ به ومستعان.
هذا ولكن حذار حذار من خطوات الشيطان حيث يخطو من الصغائر إلى الكبائر والى الشرك بالله والإلحاد في الله ، ولذلك يومر الذين آمنوا ان يعيشوا الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم بكل طاقاتهم وامكانياتهم متوكلين في كل ذلك على الله.
وهنا تتقدّم (الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) على (الَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ) تلميحا ان توليه قبل الإشراك به ، فكل دركة من دركات تولّيه حركة الى دركة من الإشراك به ، ف (الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ) هم غير المشركين ، مهما اختلفا في درك الضلال ، كما اختلف سلطان عن سلطان ، حيث الاول خطوة الى الثاني ، كما ودوامة السيآت خطوات الى توليه.
__________________
(١) المصدر في روضة الكافي بسند متصل عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له : فإذا قرأت ... وعلى ربهم يتوكلون فقال : يا أبا محمد يسلط ... قلت قوله عز وجل : انما سلطانه .. قال : الذين هم بالله مشركون يسلط على أبدانهم وعلى أديانهم.