(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ. إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) (٧ : ٢٠١).
وهل الاستعاذة واجبة للقراءة للأمر بها في الآية ، ام واجبة على الإطلاق لأمر المعوذتين؟
لا! إنما هي راجحة للقراءة حيث القراءة في نفسها غير واجبة ـ الا قدر الواجب من المعرفة ـ فكيف تجب لها الاستعاذة ، وباحرى في غير القراءة ، ولكنها قلبيا وعمليا واجبة ارشادية لكيلا يقع المؤمن في فخ الشيطان ، او يعني الأمر بالاستعاذة ايجابيا انها ـ ولا سيما قلبيا ـ هي شرط صحة القراءة ، ثم ولا منافاة بين ندب القراءة ووجوب الاستعاذة عندها ، كرد السلام فانه واجب عند بدئه وهو راجح ، ام ان الاستعاذة الواجبة هي القلبية قدر المستطاع ، فلأن مهبط القرآن لسانا وسمعا وقلبا وعملا ، يتطلب نزاهة من الشيطان ، فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم قبل القراءة تسلم قراءتك عن وساوسه ، واستعذ بالله فيه بعد ختامها لتسلم قراءتك من هواجسه ، واستعذ بينهما لئلا يداخلك في هذا البين ، والاستعاذة القلبية في هذه الثلاث هي لزام سلامة القراءة ، وهي باللسان ادب البداية وحدب النهاية.
فلتعش الاستعاذة في قراءتك منشور ولاية ربك ، لتعيش في ظلالهما القرآن بقلبك وقالبك.
ولتعارض كل شيطان ـ من انس او جان يمنعك عن القرآن ـ بكل طاقاتك وإمكانياتك كفاحا صارما بالأسلحة المضادة المناسبة لمصائد الشيطان ومكائده.
اننا ما أمرنا بالاستعاذة من الشيطان في أية عبادة ام قراءة إلا القرآن ، لأنه الشامل لكل وظائف الولاية الإلهية ، فالاستعاذة عند قراءته تحلق على