ويؤصله لكافة الفروع القيمة القمة الروحية.
ولقد جربنا شفاء العسل لتسكير الدم من اي جرح كان مما غمر الأطباء الجراحين استعجابا ، وكذلك للأمراض المعوية مائة في المائة ، وللاضطرابات والتشنجات العصبية العسيبة ، صعبة العلاج او منقطعته.
وحين يصرح خالق الأدواء ، وخالق الطب والأطباء في هذه الاذاعة القرآنية الخالدة صارخة على ممر الزمن : (فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ) فما دائنا وما هو بلاءنا ألّا نستشفي بذلك الشفاء المعصوم ، الذي لا يضر وينفع ، مهما لم ينفع أم ضر في القليل القليل في داء العليل كالصفراء والمرار.
(وَاللهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ) ٧٠.
(يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ (١) الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَيْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ. ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتى وَأَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٢٢ : ٧) (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) (٣٦ : ٦٨).
نكسة في الخلق وركسة ، قلبا لآخرة الى اوّله لمن يعمره الله أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا ، فقد كان لا يعلم شيئا في البداية ولا سيما حين كان من الأجنة (وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً) (١٦ : ٧٨) ثم علّم شيئا فعلم شيئا ثم ازداد حين بلغ أشده ، ثم قد يرد الى أرذل العمر ، الى حالة الأجنة وما بعدها في صغره وطفولته ، وذلك تنقل ملموس من موت علمي الى حياة وأحيى منها ، ثم ردا الى