محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
هذه هي سنة الرسالة الإلهية كعادة مستمرة طول الخط الرسالي : (قُلْ ما كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ) (٤٤ : ٩) ولا رسالتي بدعة بين الرسالات ، فإنها سلسلة موصولة بين الله وبين العالمين ، و (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ) (٢ : ٢٨٥) رسالة واتجاها.
فلا هم حاملون مشيئة الله تكوينيا حتى يحملوا عباد الله على طاعته ، كيف! والله هو نفسه لا يحمل خلقه هكذا على طاعته او يزجرهم عن
__________________
ـ عنى بذلك اليهود والنصارى ـ فقال ابو الحسن (عليه السلام) سبحان الله وهل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم ويقولون انه أفضل من دين الإسلام؟ فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن (عليه السلام) فقال : نعم ـ الذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن اهله وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق : (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) فالذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن اهله فهذه التاسعة ، ولقد اخرج تفسير اهل الذكر بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالعترة الطاهرة عليهم السلام جماعة من الحفاظ والمؤلفين والمفسرين من إخواننا منهم الطبري في تفسيره (١٤ : ٦٩) عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) في الآية قال : نحن اهل الذكر والثعلبي كما في العمدة لابن بطريق ص ١٥٠ عن جابر الجعفي لما نزلت هذه الآية قال علي (عليه السلام) نحن اهل الذكر ، وابن كثير في التفسير (٢ : ٥٧٠) عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله والقطان في تفسيره كما في كفاية الخصام ٣٣٨ روى نزول الآية في علي (عليه السلام) والحافظ محمد بن مؤمن الشيرازي في المستخرج من التفاسير الاثني عشر كما في الكفاية في الآية أي فاسألوا عن اهل البيت والله ما سمى المؤمن مؤمنا الا بسبب حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وابو الثناء الالوسي في روح المعاني (١٤ : ١٣٤). أورد اختصاصهم بائمة اهل البيت (عليهم السلام) والقندوزي في ينابيع المودة عن الثعلبي عن جابر عن علي (عليه السلام) نحن اهل الذكر (تعليقات احقاق الحق لسماحة الحجة المرعشي النجفي (٣ : ٤٨٢ ـ ٤٨٣).