وأحرى بائمة المؤمنين ، الاثني عشر المعصومين ، ان يعنوا كقمة عليا من أهل الذكر بعد الذكر نفسه قرآنا ورسول القرآن ، فهم اهل الذكر : الرسول ، وهم اهل الذكر : القرآن ، أهلوه بأهلية ذات بعدين ، نسبيا ، وأحرى منه روحيا (١) وأحرى منهم من هم به (أَهْلَ الذِّكْرِ) كالرسول الأقدس
__________________
(١) المصدر عن الوشاء قال : سألت الرضا (عليه السلام) فقلت جعلت فداك : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فقال : نحن اهل الذكر ونحن المسئولون ، فقلت : فأنتم المسئولون ونحن السائلون؟ قال : نعم ـ قلت : حقا علينا ان نسألكم؟ قال : نعم ـ قلت : حقا عليكم ان تجيبونا؟ قال : لا ـ ذلك إلينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل اما تسمع قول الله تبارك وتعالى : هذا عطاءنا فامنن او امسك بغير حساب.
وفيه عن اصول الكافي عن حمزة بن الطيار انه عرض على أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا منها فقال له : كف واسكت ثم قال (عليه السلام) : لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلّا الكف عنه والتثبت والرد على أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ويجلو عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق قال الله تعالى : (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ).
وفيه عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : ان من عندنا يزعمون ان قول الله عز وجل : فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ـ انهم اليهود والنصارى؟ قال : إذا يدعونكم الى دينهم ثم قال بيده الى صدره : ونحن اهل الذكر ونحن المسئولون.
أقول : هذا رد على اختصاص اهل الذكر باهل الكتاب والآية مطلقة في السائلين والمسئول عنهم ، فالسائل المسلم لو سأل اهل الكتاب عما يحتاج اليه لدعاه الى دينه ـ ولكن الآية مطلقة واصدق مصاديق المسئول عنهم هم الرسول وعترته المعصومون ، واصدق مصاديق السائلين هم المسلمون ، ومن الشاهد على ان المقصود نفي الانحصار ، ما رواه في عيون الأخبار في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة حديث طويل وفيه قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا (عليه السلام) فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا فأول ذلك قوله عز وجل ـ الى ان قال ـ واما التاسعة فنحن اهل الذكر الذين قال الله تعالى : فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون ـ فقالت العلماء : انما ـ